
في عالم ألعاب الفيديو المستقلة النابض بالحياة، يبرز اسم كوزمو دي كصوت فريد ومبتكر. مع ألعاب مثل “جناح نوروود” (The Norwood Suite) و “أوف بيك” (Off-Peak)، أثبت كوزمو دي قدرته على دمج جماليات فريدة وقصص غريبة وآليات لعب مبتكرة لخلق تجارب لا تُنسى. في هذه المقابلة المعمقة، نتعمق في مشروعه الأخير، “تحركات اليد الماسية” (Moves of the Diamond Hand)، ونستكشف عمليته الإبداعية وتأثيراته ورؤيته لمستقبل الألعاب المستقلة.
السؤال: مرحبًا كوزمو، شكراً جزيلاً لك على تخصيص بعض الوقت للتحدث معنا اليوم. دعنا نبدأ بالحديث عن مشروعك الأخير، “تحركات اليد الماسية”. ما الذي يمكن أن يتوقعه اللاعبون من هذه اللعبة؟
كوزمو دي: سعيد بوجودي هنا. “تحركات اليد الماسية” هي لعبة تقمص أدوار (RPG) تدور أحداثها في مدينة ميتافيزيقية مستوحاة من فيلم “متروبوليس” (Metropolis) للمخرج فريتز لانغ، ومزينة بلمسة من الفن الوحشي. أنت تلعب دور وسيط عقاري صاعد، تتنقل بين الصفقات التجارية الغامضة والأشخاص المثيرين للشكوك، وكل ذلك أثناء محاولة كسب لقمة العيش في مدينة يكون فيها الواقع نفسه موضع تساؤل.
السؤال: يبدو هذا رائعًا. ما الذي ألهمك لإنشاء عالم اللعبة الفريد هذا؟
كوزمو دي: لقد كنت دائمًا مفتونًا بالمدن الضخمة والفن المعماري المذهل، خاصةً تلك التي تحمل طابعًا مستقبليًا ورؤية للمستقبل. أردت إنشاء مدينة تشعر بأنها ضخمة ومخيفة وغريبة في نفس الوقت. كان فيلم “متروبوليس” مرجعًا بصريًا كبيرًا، لكنني استلهمت أيضًا من مدن حقيقية مثل نيويورك وطوكيو، حيث تتعايش ثقافات وعمارة مختلفة في وئام غير متوقع. أردت أن تعكس اللعبة هذا الشعور بالصخب والاكتظاظ، وأن تجعل اللاعب يشعر وكأنه مجرد ترس صغير في آلة كبيرة.

السؤال: بالحديث عن آليات اللعب، كيف تختلف “تحركات اليد الماسية” عن ألعاب تقمص الأدوار التقليدية؟
كوزمو دي: أردت الابتعاد عن معادلة ألعاب تقمص الأدوار التقليدية التي تعتمد على القتال والتطوير المستمر للشخصية. في “تحركات اليد الماسية”، يتم التركيز بشكل أكبر على الاستكشاف والتفاعل مع الشخصيات الأخرى واتخاذ القرارات الصعبة. لا يوجد نظام قتال تقليدي، بل ستستخدم ذكائك ومهاراتك الاجتماعية للتنقل بين المواقف المختلفة وحل المشكلات. يتم تحقيق التقدم من خلال بناء علاقات مع الشخصيات الأخرى واكتشاف أسرار المدينة وكشف الحقائق الخفية.
السؤال: يبدو أن هناك تركيزًا قويًا على رواية القصص واتخاذ القرارات. هل يمكنك التحدث أكثر عن هذه الجوانب؟
كوزمو دي: بالتأكيد. أؤمن بأن القصص الجيدة يجب أن تكون أكثر من مجرد سلسلة من الأحداث. يجب أن تكون القصص قادرة على استكشاف موضوعات معقدة، وطرح أسئلة صعبة، وإثارة المشاعر لدى اللاعب. في “تحركات اليد الماسية”، أردت إنشاء قصة متعددة الطبقات، تتعامل مع موضوعات مثل الجشع والفساد والبحث عن المعنى في عالم مجنون. تتشابك القرارات التي تتخذها مع هذه الموضوعات، وتؤثر على مسار القصة ونتائجها. لا توجد إجابات سهلة أو حلول مثالية، وهذا ما يجعل اللعبة جذابة.
السؤال: ذكرت سابقًا أنك استلهمت من الفن الوحشي. كيف يظهر هذا التأثير في اللعبة؟
كوزمو دي: أنا معجب كبير بالفن الوحشي، خاصةً في الهندسة المعمارية. يعجبني كيف يمكن للمباني الوحشية أن تكون قوية وقبيحة وجميلة في نفس الوقت. لقد أردت دمج هذه الجمالية في تصميم مدينة “تحركات اليد الماسية”. المباني ضخمة ومبنية من الخرسانة المكشوفة، مع خطوط حادة وزوايا غير منتظمة. تخلق هذه العمارة شعورًا بالرهبة وعدم الارتياح، مما يعكس الحالة العاطفية لشخصية اللاعب والعالم الذي يعيش فيه. بالإضافة إلى ذلك، الموسيقى التصويرية للعبة مستوحاة من موسيقى الجاز التجريبية والموسيقى الإلكترونية الصناعية، مما يعزز الجو العام الغريب والمثير للقلق.
السؤال: ما هي التحديات التي واجهتك أثناء تطوير “تحركات اليد الماسية”، وما هي الدروس التي تعلمتها؟
كوزمو دي: التحدي الأكبر كان تحقيق التوازن بين الطموح الفني والقيود التقنية. أردت إنشاء لعبة ضخمة وغنية بالتفاصيل، ولكن كان عليّ أن أتأكد من أنها قابلة للتنفيذ ضمن الموارد المتاحة لي. لقد تعلمت أن التخطيط الدقيق والتنظيم الجيد هما مفتاح النجاح في المشاريع الكبيرة. أيضًا، تعلمت أهمية الاستماع إلى ملاحظات اللاعبين وتعديل اللعبة بناءً على هذه الملاحظات. عملية التطوير هي عملية تعاون مستمر بين المطور واللاعبين.
السؤال: ما الذي يميز ألعاب كوزمو دي عن غيرها من الألعاب المستقلة؟
كوزمو دي: أعتقد أن ما يميز ألعابي هو مزيج من الجماليات الفريدة ورواية القصص الغريبة وآليات اللعب المبتكرة. أحاول دائمًا تقديم شيء جديد ومختلف، شيء يتحدى توقعات اللاعب ويدفعه إلى التفكير. لا أريد أن أصنع مجرد ألعاب، أريد أن أصنع تجارب تبقى مع اللاعب لفترة طويلة بعد انتهاء اللعبة.
السؤال: ما هي رؤيتك لمستقبل الألعاب المستقلة؟
كوزمو دي: أعتقد أن مستقبل الألعاب المستقلة مشرق للغاية. هناك عدد متزايد من المطورين الموهوبين الذين يصنعون ألعابًا مبتكرة ومثيرة للاهتمام. أرى أن الألعاب المستقلة ستستمر في دفع حدود ما هو ممكن في الألعاب، وستستمر في جذب جمهور متنوع ومتزايد. آمل أن أتمكن من المساهمة في هذا المستقبل من خلال الاستمرار في صنع ألعاب فريدة ومثيرة للاهتمام.
السؤال: هل هناك أي نصيحة تقدمها للمطورين المستقلين الطموحين؟
كوزمو دي: أهم نصيحة هي أن تكون شغوفًا بما تفعله. إذا كنت لا تحب لعبتك، فلن يحبها أحد آخر. أيضًا، لا تخف من تجربة أشياء جديدة ومختلفة. لا تتبع الاتجاهات السائدة، بل اصنع شيئًا فريدًا يعكس رؤيتك الخاصة. والأهم من ذلك، لا تستسلم أبدًا. قد يكون تطوير الألعاب أمرًا صعبًا، لكن المكافآت تستحق العناء.
السؤال: سؤال أخير، ما الذي تتمنى أن يحققه اللاعبون من خلال تجربة “تحركات اليد الماسية”؟
كوزمو دي: أتمنى أن يشعر اللاعبون بالفضول والانبهار والدهشة أثناء استكشافهم لعالم اللعبة. أتمنى أن تجعلهم اللعبة يفكرون في العالم من حولهم بطرق جديدة ومختلفة. والأهم من ذلك، أتمنى أن يستمتعوا باللعبة وأن يخلقوا ذكريات لا تُنسى.
السؤال: شكراً جزيلاً لك يا كوزمو على وقتك وإجاباتك الرائعة. نتمنى لك كل التوفيق في إطلاق “تحركات اليد الماسية”.
كوزمو دي: شكراً لكم. كان من دواعي سروري.
ختاماً:
“تحركات اليد الماسية” هي بلا شك لعبة تستحق المتابعة، فهي تعد بمزيج فريد من نوعه من رواية القصص العميقة، والتصميم الفني المميز، وآليات اللعب غير التقليدية. ومع رؤية كوزمو دي الإبداعية في القيادة، يمكننا أن نتوقع تجربة لا مثيل لها. ترقبوا صدور اللعبة واستعدوا للانغماس في عالمها الغريب والمثير للتفكير.
حول كوزمو دي
كوزمو دي هو مطور ألعاب مستقل مشهور بأعماله المميزة مثل “جناح نوروود” و “أوف بيك”. تشتهر ألعابه بجمالياتها الفريدة وقصصها الغريبة وآليات اللعب المبتكرة، مما جعله شخصية بارزة في عالم ألعاب الفيديو المستقلة. يهدف كوزمو دي إلى تقديم تجارب ألعاب لا تُنسى تتحدى توقعات اللاعبين وتثير أفكارهم.
ألعاب كوزمو دي السابقة
- جناح نوروود (The Norwood Suite): لعبة مغامرات غامضة تقع في فندق غريب مليء بالشخصيات المثيرة للاهتمام والأسرار المخفية.
- أوف بيك (Off-Peak): لعبة استكشافية تدور أحداثها في محطة قطار سريالية مليئة بالفن والموسيقى والشخصيات الغريبة.
توقعات مستقبلية
يواصل كوزمو دي إلهام مجتمع الألعاب بأعماله المبتكرة، ومن المتوقع أن يترك “تحركات اليد الماسية” بصمة دائمة في عالم ألعاب الفيديو المستقلة. مع رؤيته الفريدة والتزامه بتقديم تجارب لا تُنسى، من المؤكد أن كوزمو دي سيظل قوة مؤثرة في الصناعة لسنوات قادمة.

