إنفينسيبل يقتل الخالد في مستقبل بديل بائس: عواقب وخيمة

في عالم “إنفينسيبل” (Invincible) المليء بالأبطال الخارقين والأشرار الفضائيين، غالبًا ما تتأرجح الأمور بين الحياة والموت. لكن حتى بالنسبة لسلسلة معروفة بعنفها وصدماتها المفاجئة، فإن ما حدث في أحد الأبعاد البديلة المستقبلية يظل حدثًا استثنائيًا ومروعًا. نتحدث هنا عن اللحظة التي اضطر فيها مارك غرايسون، المعروف بـ “إنفينسيبل”، إلى قتل حليفه القديم وصديقه المقرب، “الخالد” (The Immortal). هذا الفعل، الذي وقع في مستقبل بائس محتمل، لم يكن مجرد لحظة درامية عابرة، بل كان نقطة تحول كان لها تداعيات هائلة وغير متوقعة على كل من شارك فيها.

إنفينسيبل يقتل الخالد في مستقبل بديل بائس: عواقب وخيمة

لفهم ثقل هذا الحدث، يجب علينا أولاً أن نعود إلى الوراء قليلًا ونستعرض طبيعة العلاقة بين إنفينسيبل والخالد. الخالد، كما يوحي اسمه، هو كائن يتمتع بقدرة على العودة إلى الحياة بعد الموت. عاش لقرون، وشهد صعود وسقوط الحضارات، وشارك في العديد من المعارك الكبرى عبر التاريخ. في العصر الحديث، أصبح عضوًا رئيسيًا في فريق “حراس الكرة الأرضية” (Guardians of the Globe)، وهو فريق الأبطال الخارقين الذي يمثل خط الدفاع الأول ضد التهديدات الكبرى. كان الخالد بمثابة مرشد وموجه لمارك غرايسون الشاب، الذي كان لا يزال يتعلم كيف يتحكم في قواه الهائلة الموروثة من والده الفيلترومايتي، أومني مان (Omni-Man).

كانت العلاقة بينهما معقدة. فمن ناحية، كان الخالد يمثل رمزًا للبطولة والاستقرار، وكان يقدم النصح والإرشاد لمارك في أوقات الشدة والارتباك. ومن ناحية أخرى، كانت شخصية الخالد تتسم بالعناد والصلابة، وغالبًا ما كان يتصادم مع مارك بسبب اختلاف وجهات نظرهما حول كيفية التعامل مع التهديدات المختلفة. ومع ذلك، كان هناك احترام متبادل عميق بينهما، وكان كلاهما يعتمد على الآخر في الأوقات الصعبة.

المستقبل البائس: بداية النهاية

تبدأ القصة المأساوية في المستقبل البديل عندما يسافر مارك غرايسون عبر الزمن عن طريق الخطأ. يجد نفسه في عالم مدمر، عالم سيطر عليه نسخة شريرة منه نفسه. هذا الـ”مارك” المستقبلي، الذي استسلم لجانبه الفيلترومايتي المظلم، حكم الأرض بقبضة من حديد، مستعبدًا البشرية ومُخضعًا إياها لإرادته القاسية. ما كان صادمًا لمارك الزائر هو رؤية الخالد، ليس كحليف له كما كان يتوقع، بل كواحد من أتباع مارك الشرير، خادم مطيع ينفذ أوامره دون تردد.

الخالد يخدم إنفينسيبل الشرير

هذا التحول الجذري في شخصية الخالد كان له عدة أسباب. في هذا المستقبل القاتم، تعرض الخالد لعدد لا يحصى من الهزائم والإهانات على يد إنفينسيبل الشرير. لقد تم كسره عقليًا وجسديًا، وتحول إلى مجرد ظل لما كان عليه في الماضي. لم يعد يمتلك الإرادة للمقاومة، وأصبح مجرد أداة في يد الطاغية. كان هذا المشهد مؤلمًا بشكل خاص لمارك الزائر، الذي كان يتذكر الخالد كبطل نبيل وشجاع.

لم يكن مارك الزائر قادرًا على تحمل رؤية صديقه القديم في هذه الحالة المزرية. لقد حاول إقناعه، وتذكيره بماضيهما المشترك، وبقيم البطولة التي كانا يدافعان عنها. لكن كل محاولاته باءت بالفشل. كان عقل الخالد قد تضرر بشكل لا يمكن إصلاحه، وأصبح مقتنعًا بأن خدمة إنفينسيبل الشرير هي السبيل الوحيد للبقاء.

القرار الصعب: قتل الخالد

بعد محاولات عديدة فاشلة لإعادة الخالد إلى صوابه، واجه مارك حقيقة قاسية: لم يعد هناك أمل في إنقاذ صديقه. الخالد الذي عرفه قد اختفى، ولم يتبق سوى قشرة فارغة، أداة طيعة في يد إنفينسيبل الشرير. وفي لحظة يأس وقنوط، اتخذ مارك القرار الأصعب في حياته. لقد قرر أن يقتل الخالد، ليس بدافع الكراهية أو الانتقام، بل بدافع الرحمة والشفقة.

كان المشهد مروعًا وعنيفًا. مارك، بقواه الفيلترومايتية الهائلة، كان أقوى بكثير من الخالد المنهك. لكن حتى مع ذلك، كان القتال مؤلمًا لكليهما. مارك كان يقاتل صديقه، والخالد كان يقاتل من أجل البقاء، حتى لو كان بقاءً في العبودية. في النهاية، تمكن مارك من توجيه ضربة قاضية للخالد، منهيًا حياته بشكل نهائي (على الأقل في هذا البعد الزمني).

إنفينسيبل يقاتل الخالد

العواقب الوخيمة: صدمة وندم

بعد مقتل الخالد، لم يشعر مارك بالارتياح أو الانتصار. بل على العكس، شعر بصدمة عميقة وندم لا يوصف. لقد قتل صديقه، حتى لو كان ذلك بدافع الرحمة. هذا الفعل تركه مثقلًا بالذنب والحزن، وشكك في كل شيء كان يؤمن به. لقد تساءل عما إذا كان قد اتخذ القرار الصحيح، وعما إذا كان هناك أي بديل آخر كان يمكن أن ينقذ الخالد.

لم تقتصر العواقب على مارك وحده. فقد أثار مقتل الخالد غضب إنفينسيبل الشرير، الذي اعتبره خيانة عظمى. هذا الغضب أدى إلى تصعيد الصراع بين الاثنين، وأدى في النهاية إلى معركة نهائية مدمرة.

في نهاية المطاف، تمكن مارك الزائر من هزيمة نظيره الشرير، والعودة إلى زمنه الخاص. لكن التجربة التي مر بها في المستقبل البائس تركته مُتغيرًا إلى الأبد. لقد أصبح أكثر حذرًا وترددًا، وأصبح يدرك بشكل أعمق هشاشة الحياة وقيمة الصداقة. لقد تعلم درسًا قاسيًا حول التضحية والثمن الباهظ الذي قد يدفعه المرء من أجل إنقاذ الآخرين.

موت الخالد في المستقبل البديل لم يكن مجرد حدث عابر، بل كان بمثابة تذكير دائم بمدى فداحة الخيارات التي قد يضطر الأبطال الخارقون إلى اتخاذها. لقد كانت قصة مأساوية عن الصداقة، والخيانة، والثمن الباهظ للبطولة. وعلى الرغم من أن هذا الحدث وقع في بعد زمني بديل، إلا أنه ترك بصمة لا تمحى على شخصية مارك غرايسون، وأثر على مسار حياته كبطل خارق. إنها قصة تُظهر أنه حتى في عالم الأبطال الخارقين، لا توجد حلول سهلة، وأن بعض القرارات، مهما كانت صعبة، قد تكون ضرورية، حتى لو كانت مؤلمة إلى أقصى الحدود.

إن هذه القصة الفرعية في عالم “إنفينسيبل” تقدم أكثر من مجرد دراما الأكشن والعنف. إنها تستكشف بعمق المعضلات الأخلاقية التي يواجهها الأبطال، وتطرح أسئلة حول طبيعة الخير والشر، والحدود التي يمكن أن يتجاوزها المرء في سبيل تحقيق ما يعتقد أنه الصواب. إنها قصة عن الفقدان والندم، وعن النضج والتعلم من الأخطاء. وقبل كل شيء، إنها قصة عن الإنسانية، حتى في عالم يمتلئ بالكائنات الخارقة والقوى الفضائية.

 

زر الذهاب إلى الأعلى